مغربنا 1 جريدة إلكترونية مغربية


غضب وحزن يخيم على أجواء المملكة..كذبٌ وتضليل حكومي يُجرّعُ المواطنين مرارَة العيد

انتلجنسيا مغربنا 1-Maghribona 1:ياسر اروين

سبق وقررنا نشر وجهة نظرنا حول “مآساة” العيد، مباشرة بعد يوم الأضحى المبارك بساعات، لكن وحفاظا على مشاعر أغلبية المغاربة المتضررين من جهة، وعدم اتهامنا باقتناص الفرص للهجوم على حكومة “عزيز أخنوش” الفاشلة بشهادة أغلبية المتخصصين من جهة أخرى وفي انتظار انعقاد المجلس الحكومي والإنصات لمبرراتها الواهية…ارتأينا بسط مساهمتنا أمام القراء بعد مرور خمسة أيام تقريبا، حتى تهدأ الأنفس، ونناقش الأمر بروية وهدوء وبعيدا عن ردود الأفعال.

هذا، وشهد عيد الأضحى الأخير في المغرب موجة غضب عارمة عبر عنها المغاربة، بسبب ارتفاع أسعار الأضحية بشكل غير مسبوق، مُترافقًا مع نقص في العرض بجل المناطق، رغم أن الحكومة برئاسة “عزيز أخنوش” ووزير الفلاحة والناطق الرسمي باسمها، ظلت وإلى حدود ساعات قليلة قبل حلول موعد العيد، تطمئن المواطنين، في حملة تضليل أو كذب لم تعرف لها المملكة مثيلا منذ استقلالها من نير الاستعمار سنة 1956.

فجل المغاربة إن لم نقل كلهم، ألقوا باللوم على الحكومة، وعلى رأسها عزيز أخنوش، مُشيرين إلى سياساتها التي أدت إلى هذه الأزمة، وأثاروا  تساؤلات حول دورها في هذا السياق، ومدى صدقيتها في تقديم المعلومات والتدابير اللازمة لتأمين الأضاحي بأسعار معقولة.

وتهدف وجهة النظر هذه، إلى تحليل أسباب هذه الأزمة ووضعها في سياق كذب الحكومة المغربية وتأثيره على توفر الأضحية وارتفاع أسعارها.

كذب حكومة عزيز أخنوش

أصدرت حكومة أخنوش بيانات تطمئن من خلالها المواطنين حول توفر الأضاحي بأسعار معقولة، إلا أن الواقع كان مغايراً تماماً، مما أدى إلى إحباط واسع بين المواطنين، الذين وجدوا أنفسهم غير قادرين على شراء الأضاحي بعد الاعتماد على تصريحات الحكومة.

وعود متكررة: قبل عيد الأضحى، خرجت الحكومة، وعلى رأسها أخنوش، الصديقي، وبايتاس، بتصريحات تُطمئن المواطنين بوجود كميات كافية من الأضاحي بسعر مناسب، إلا أن الواقع كان مختلفًا تمامًا.

عدم توفر الأضحية: في جل أو كل المناطق، واجه المواطنون صعوبة في العثور على أضاحي بسعر مُناسب، مما أدى إلى إحباطهم وغضبهم.

تلاعب في أسعار الأضحية: شهدت أسعار الأضحية ارتفاعًا غير مبرر، مُتجاوزة قدرة الكثير من الأسر على شرائها.

فساد وتلاعب بالطلب أمام صمت مريب وغير مفهوم للحكومة والجهات المسؤولة

الفساد: أشارت بعض المصادر إلى وجود فساد في سلسلة توزيع الأضاحي، مما أدى إلى الاحتكار وارتفاع الأسعار.

التلاعب بالطلب: اتهمت بعض الأطراف التجار بالمُتاجرة بمعاناة المواطنين، بزيادة أسعار الأضاحي بشكل مُتعمد.

بالإضافة إلى ذلك، لم يفهم أو يستسغ المغاربة فتح الفضاءات التسويقية الكبرى بأيام، والسماح لها ببيع الأضاحي بالكيلو، مقابل منع الأسواق المحلية وفتحها بطريقة محتشمة، ثلاثة أيام فقط أو أربعة على أبعد تقدير، قبل حلول موعد العيد…؟

تأثير كذب الحكومة على توفر أضحية العيد وارتفاع أسعارها

تسبب التضليل والكذب الحكومي في فقدان الثقة بين المواطنين والحكومة…هذه الثقة هي أساس لأي تعاون بين الشعب والسلطات، وفقدانها يؤدي إلى حالة من الاضطراب والسخط العام.

فقدان الثقة: أدى كذب الحكومة إلى فقدان الثقة في تصريحاتها ومُبادراتها.

زيادة الاحتكار: شجع كذب الحكومة على الاحتكار والتلاعب بالأسعار.

ضغط على المواطنين: أجبر كذب الحكومة المواطنين على شراء الأضاحي بسعر مُرتفع أو الاستغناء عنها.

نتائج كذب الحكومة بعد مرور العيد

اضطرت العديد من الأسر المغربية إلى إنفاق مبالغ أكبر بكثير مما كانوا يتوقعون، مما أدى إلى استنزاف مدخراتهم وزيادة الأعباء المالية.

غضب شعبي: أثار غضب المواطنين بسبب ارتفاع أسعار الأضحية، وتفاقم الظروف المعيشية الصعبة.

ضغط سياسي: واجهت الحكومة ضغطًا سياسيًا مُتزايدًا بسبب فشلها في توفير الأضاحي بسعر مناسب.

تضرر السمعة: تضررت سمعة الحكومة بشكل كبير، ودفعت ثمن كذبها.

وفي سياق متصل، أحدث غلاء الأضاحي حالة من الاستياء العام بين المواطنين، حيث شعروا بالخذلان من قبل الحكومة، التي لم تتمكن من التحكم في الأسعار أو توفير بدائل مناسبة…كما أن الغلاء أدى إلى زيادة الفجوة بين الفئات الغنية والفقيرة، حيث تمكن الأغنياء من شراء الأضاحي بينما عجز العديد من الفقراء عن ذلك.

من جهة أخرى، انصبت جل مطالب المواطنين حول:

تحقيق شفافية: على الحكومة أن تكون شفافة في سياساتها وتعامُلها مع ملف الأضاحي.

محاسبة الفاسدين: ضرورة مُحاسبة الفاسدين والمُتلاعبين في سلسلة توزيع الأضاحي.

دعم المزارعين: مُساعدة المزارعين على تغطية تكاليف الإنتاج من خلال دعم أسعار الأعلاف.

إعادة الثقة: على الحكومة أن تُبذل جهودًا مُخلصة لإعادة ثقة المواطنين فيها.

عموما، أظهرت أزمة الأضاحي في عيد الأضحى فشل الحكومة المغربية في إدارة ملفات مُهمة تُلامس حياة المواطنين. أدى كذب الحكومة إلى فقدان ثقة المواطنين، وارتفاع أسعار الأضاحي بشكل مُتزايد، مُفاقمًا الظروف المعيشية الصعبة للكثير من الأسر المغربية. تُشير هذه الأزمة إلى ضرورة إصلاحات جذرية في سياسات الحكومة لتحقيق العدالة الاجتماعية وتلبية احتياجات المواطنين بشكلٍ فعّال.

 

 

 



شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.