أنتلجنسيا المغرب
كشفت دراسة بريطانية حديثة عن نتائج مثيرة للاهتمام قد تفتح آفاقاً جديدة في مجال علاج مرض الزهايمر. فقد وجد باحثون من جامعة “إمبريال كوليدج لندن” أن دواءً يستخدم حالياً لعلاج مرض السكري من النوع الثاني قد يكون له تأثير إيجابي في إبطاء تطور مرض الزهايمر.
الدواء المعني، المعروف باسم “ليراغلوتايد”، أظهر قدرة على تقليل انكماش الدماغ لدى مرضى الزهايمر بنسبة تصل إلى 50% مقارنة بالدواء الوهمي. هذه النتائج المشجعة تم عرضها في مؤتمر جمعية الزهايمر الدولية في فيلادلفيا، الولايات المتحدة الأمريكية.
شملت الدراسة 204 مرضى في المراحل المبكرة من الزهايمر، موزعين على 24 عيادة في أنحاء بريطانيا. تلقى نصف المرضى حقنة يومية من “ليراغلوتايد”، بينما تلقى النصف الآخر دواءً وهمياً. وقد أظهرت الفحوصات، التي شملت التصوير بالرنين المغناطيسي واختبارات الذاكرة، تحسناً ملحوظاً في المجموعة التي تلقت العلاج الفعلي.
يقول الدكتور بول إيديسون، الباحث الرئيسي في الدراسة: “نعتقد أن ‘ليراغلوتايد’ يحمي الدماغ عن طريق تقليل الالتهاب وخفض مقاومة الأنسولين والتأثيرات السامة لمؤشرات الزهايمر، وتحسين كيفية تواصل خلايا الدماغ العصبية”.
ومع ذلك، يحذر العلماء من أن هذه النتائج، رغم كونها واعدة، تحتاج إلى مزيد من البحث والتأكيد. حالياً، تجري تجربتان سريريتان من المرحلة الثالثة لاختبار فعالية العقار في علاج الزهايمر، ومن المتوقع صدور نتائجهما في نهاية عام 2025.
إذا أثبتت هذه التجارب نجاحها وحصل الدواء على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، فقد يصبح متاحاً قريباً كعلاج لمرض الزهايمر، مما قد يشكل تقدماً كبيراً في مكافحة هذا المرض المدمر الذي يؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم.