أنتلجنسيا مغربنا 1-Maghribona 1 : مراد علوي
عبير عزيم، الطفلة المغربية التي وُلدت في 8 مايو 2009 بمدينة تاهلة، تعد واحدة من أبرز الشخصيات الأدبية الصاعدة في العالم العربي. في عمر مبكر للغاية، استطاعت أن تفرض نفسها على الساحة الأدبية من خلال أعمالها التي تعكس اهتمامًا عميقًا بقضايا الطفولة ومعاناتها عبر العالم. عبير ليست فقط تلميذة في السنة الأولى من التعليم الثانوي بشعبة العلوم في مؤسسة لزعر أقلام، بل هي أيضًا أصغر روائية عربية، وقد نجحت في تحويل شغفها بالكتابة إلى رسالة إنسانية نبيلة.
منذ نعومة أظافرها، أظهرت عبير عزيم موهبة استثنائية في الكتابة، حيث تميزت أعمالها بقوة التعبير والقدرة على نقل مشاعر الأطفال وآلامهم، مما جعلها تحظى بتقدير واسع داخل المغرب وخارجه. من بين أعمالها الأدبية الرائدة نجد المجموعة القصصية “درع الوطن”، التي تعكس وعيها المبكر بالوطنية والمسؤولية المجتمعية، ورواية “شمس بحجم الكف”، التي تجسد نضجًا فكريًا فاق سنها بكثير. هذه الأعمال ليست سوى بداية لمسيرة أدبية واعدة، حيث أن هناك أعمالًا أخرى قيد الطبع، من المتوقع أن تزيد من تألقها الأدبي.
عبير لم تكتفِ بالكتابة فقط، بل انخرطت بفعالية في الدفاع عن حقوق الأطفال والمشاركة في الحوارات الثقافية والاجتماعية على مستوى دولي. بصفتها رئيسة برلمان الطفل لجهة فاس مكناس، قدمت عبير نموذجًا ملهمًا للقيادة الشابة والمسؤولة، حيث تسعى دائمًا للتعبير عن قضايا الأطفال والدفاع عن حقوقهم.
هذا التفوق الأدبي والاجتماعي لم يمر دون تكريم، حيث حصلت عبير عزيم على مجموعة من الجوائز الوطنية والدولية. من بين هذه الجوائز جائزة أفضل قارئة في المغرب لعام 2020، التي نظمتها شبكة القراءة، وجائزة القصة القصيرة بالجمهورية العربية المصرية من طرف جمعية إبداع الثقافية مرتين، بالإضافة إلى الجائزة الوطنية للقصة القصيرة من تنظيم جمعية الإبداع الشبابي بالمغرب. كما حصلت على جائزة أحمد بوكماخ الوطنية في الكتابة، مما يعكس تقدير المجتمع الأدبي لموهبتها الفذة. في دولة الإمارات العربية المتحدة، تم تكريمها بجائزة التلميذ المثقف، التي نظمتها مؤسسة البحث العلمي بشراكة مع وزارة التربية الوطنية المغربية، وأخيرًا جائزة التميز من المملكة المتحدة البريطانية من طرف مؤسسة languagesnest بلندن.
علاوة على ذلك، لم يقتصر نشاط عبير على التأليف والجوائز، بل تعدى ذلك إلى المشاركة الفعالة في العديد من الملتقيات الدولية الكبرى، حيث مثلت المغرب والعالم العربي بكل فخر. وتقديرًا لمجهوداتها وإنجازاتها، تلقت رسالة تهنئة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مما يعكس دعم وتشجيع أعلى سلطة في البلاد لمسيرتها الأدبية والمجتمعية.
عبير عزيم لا تزال في مقتبل العمر، إلا أنها استطاعت أن تؤسس لنفسها مكانة متميزة في المشهد الثقافي العربي. من خلال ورشات القراءة التي تقدمها في مختلف المدارس والمؤسسات بالمغرب، تسعى عبير إلى ترسيخ ثقافة القراءة بين الأطفال والشباب، مؤكدة على أهمية الكتاب كنافذة على العالم وعلى المستقبل. كما تشارك بانتظام في المعرض الدولي للكتاب، حيث تقدم ورشات وندوات بدعوة من وزارة الثقافة المغربية، مما يعزز حضورها الأدبي ويؤكد على دورها كناشطة ثقافية مؤثرة.
حظيت عبير بلقاء العديد من الشخصيات الوازنة على الصعيدين المغربي والعربي، كما استضافتها عدة قنوات فضائية وطنية ودولية، حيث أتيحت لها الفرصة للتعريف بقضيتها ورسالتها الأدبية. مسيرة عبير عزيم تلهم الأجيال الصاعدة وتثبت أن الموهبة الحقيقية لا تعرف عمرًا، وأن الإصرار والشغف يمكن أن يقودا الإنسان إلى تحقيق أحلامه، مهما كانت التحديات.