مغربنا 1 جريدة إلكترونية مغربية


مذكرة شكيب بنموسى تواجه أعطاب الدخول المدرسي … بتشجيع أبناء المغاربة على رياضة “الجولف”

أنتلجنسيا مغربنا 1-Maghribona 1

إن الإصلاح العميق لقطاع التعليم يجب أن يسير بالتوازي مع إصلاح الرياضة الوطنية. التعليم والرياضة مرتبطان بشكل وثيق في بناء مجتمع صحي ومتوازن، حيث تلعب الرياضة دوراً مهماً في تطوير القدرات البدنية والنفسية والاجتماعية للطلاب.

اقتراح رياضة مثل الجولف في ظل وضعية الرياضة الوطنية الهشة يثير تساؤلات حول مدى فهم صناع القرار لأولويات المجتمع. الجولف رياضة راقية ومكلفة، تتطلب تجهيزات خاصة ومساحات كبيرة، وهي ليست ضمن متناول الأغلبية الساحقة من التلاميذ والشباب. في حين أن هناك حاجة ملحة للاستثمار في الرياضات الأكثر شيوعاً والتي تسهم في التنمية الشاملة للطلاب، مثل كرة القدم، كرة السلة، وألعاب القوى، نرى التركيز على رياضات نخبوية قد لا تلبي احتياجات ولا تطلعات الفئات الأكبر من المجتمع.
في هذا السياق، إصدار مذكرة لتشجيع رياضة الجولف يبدو متناقضًا مع الواقع، خصوصًا أن الجولف يعتبر رياضة نخبوية تتطلب بنى تحتية مكلفة، وهي ليست في متناول معظم الشباب في المدارس العمومية. في حين أن الحاجة ملحة لدعم الرياضات الأكثر شعبية وتوفير بيئات تدريب ملائمة لتحفيز ممارسة النشاط البدني بشكل عام، يبدو أن هناك تباعداً بين الأولويات الموضوعة على الورق والاحتياجات الفعلية على الأرض.

مثل هذه السياسات قد تكون مثار جدل لأنها تعكس توجهات غير عملية وغير موجهة لحل الأزمات الحقيقية التي تعاني منها الرياضة المدرسية.

النقطة التي تطرحها تعكس إشكالية كبيرة في السياسة الرياضية في بعض البلدان، وخاصة عندما تكون هناك فجوة بين الأولويات الوطنية والحاجات الفعلية للمجتمع والشباب. تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وكذلك تقرير النموذج التنموي، يؤكدان أن هناك ضعفاً في الرياضة المدرسية من حيث البنية التحتية والتكوين، بالإضافة إلى تدني نسبة ممارسة الرياضة بين الأطفال والشباب.

لذلك، أي إصلاح ناجح لقطاع التعليم يجب أن يشمل:
1.  تعزيز الرياضة المدرسية :  من خلال توفير بنية تحتية ملائمة تشمل الملاعب، القاعات الرياضية، والتجهيزات.
2. تطوير برامج رياضية شاملة : تحفز الطلاب على ممارسة الرياضة بشكل منتظم، وتكون جزءًا من المناهج الدراسية.
3.  التكوين الجيد للمدرسين والمدربين الرياضيين : لضمان تقديم تعليم رياضي جيد.
4.  تشجيع الرياضات الجماعية  والشعبية:  التي تساهم في التماسك الاجتماعي وتعزز روح التعاون والتنافس الصحي.

بدون هذه الخطوات، أي مقترحات لا تتماشى مع الواقع ستكون غير فعّالة، مهما كانت النوايا.



شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.