أنتلجنسيا مغربنا 1-Maghribona 1 : مراد علوي
في إطار تعزيز الفن الهادف وتشجيع الشباب المغربي على الإبداع، تنطلق بمدينة شفشاون مبادرة فنية تحت شعار “إيقاعات الأمل”، بمشاركة نجم الراب المغربي بليكسيم. هذه الفعالية، التي تمتد على مدى أسبوع كامل، تهدف إلى تطوير مواهب شباب جهة طنجة تطوان الحسيمة، وإعدادهم للتألق في مجال فن الراب.
بليكسيم، الذي يعتبر أحد أبرز الفنانين المغاربة في مجال الراب والمقيم في بلجيكا، يبادر بتنظيم إقامة فنية بدعم من عمالة إقليم شفشاون والمجلسين الإقليمي والجماعي، حيث تم اختيار سبعة شباب من الأوساط الشعبية بمدينتي طنجة وشفشاون للمشاركة في هذه التجربة الفنية الفريدة. الاعتماد في عملية الانتقاء كان على الموهبة والطموح، مما يعكس حرص بليكسيم على تقديم فرص حقيقية للمبدعين الشباب من مختلف أنحاء المغرب.
خلال هذه الإقامة الفنية التي تقام بأحد فنادق مدينة شفشاون، سيشارك الشباب المختارون في “ماستر كلاس” مخصص لتعليم تقنيات فن الراب. سيتم التركيز على مهارات التأليف الموسيقي، تصميم الإيقاعات باستخدام الحاسوب، البرمجة، بالإضافة إلى تقنيات التسجيل والأداء أمام الجمهور. هذه الجوانب تشكل الأدوات الأساسية التي يحتاجها أي فنان شاب ليشق طريقه نحو النجاح والتميز في هذا المجال الفني، مما يجعل المغرب في صدارة البلدان التي تهتم بتطوير المواهب الفنية.
ذروة هذه التجربة ستتوج بحفل موسيقي كبير يوم الأحد 22 شتنبر 2024 في فضاء القصبة التاريخي بساحة أوطا الحمام، حيث سيجمع الحفل بين بليكسيم والمجموعة الشابة التي استفادت من الإقامة الفنية. هذا الحفل ليس فقط مناسبة للاحتفال بالمواهب الناشئة، بل يمثل أيضًا فرصة للجمهور المغربي لمشاهدة هؤلاء الشباب وهم يقدمون أعمالهم الأولى أمام العامة، مما قد يفتح أمامهم أبواب النجومية في المستقبل.
مبادرة “إيقاعات الأمل” ليست مجرد فعالية فنية عابرة، بل تأتي في إطار رؤية شاملة يسعى من خلالها بليكسيم إلى استخدام الفن كوسيلة لإلهام الشباب المغربي، وتمكينهم من التعبير عن أنفسهم وتحقيق ذواتهم. هذه المبادرة تعزز من أهمية الموسيقى في بناء الوعي وزرع قيم المواطنة، كما تسهم في توجيه الشباب نحو الإبداع الفني كبديل إيجابي يبعدهم عن الانحراف ويشجعهم على الإنتاجية والتميز.
من خلال هذه الإقامة الفنية، يعزز بليكسيم دور فن الراب كأداة للتغيير الإيجابي، ويظهر كيف يمكن للفن أن يكون قوة محفزة للأمل والطموح لدى الشباب المغربي، خاصة في الأوساط الشعبية التي تحتاج لدعم وتحفيز يتيح لها الفرصة للتألق وتحقيق الأحلام، مما يضع المغرب في موقع الريادة في تبني الفن الهادف كوسيلة للتغيير.