مغربنا 1 جريدة إلكترونية مغربية


السلطات الأمنية تمنع اعتصام طلبة الطب والصيدلة والمحتجون يحملون المسؤولية لأخنوش والميراوي

أنتلجنسيا مغربنا 1-Maghribona 1 : الرباط

أقدمت السلطات الأمنية بالعاصمة الرباط، مساء يوم الأربعاء 25 شتنبر الجاري، على منع إقامة الاعتصام الليلي الذي كان يعتزم “أطباء الغد” تنظيمه أمام كلية الطب والصيدلة بالرباط، إذ منعت العشرات من الطلبة الذين حجوّا إلى جنبات الكلية رفقة لفيف من أولياء أمورهم من نصب خيامهم وركن سياراتهم بجنبات الكليّة؛ غير أن هؤلاء سرعان ما قرروا سريعا تحويل “الاعتصام المُجهض” إلى وقفة احتجاجية حاشدة بالشارع المحاذي للكلية، رُفعت فيها شعارات قويّة تلتقي فحوى جميعها عند رسالة واحدة يصَرون على إيصالها إلى الوزير ميراوي: “لا تزحزح بالإطلاق عن رفض تقليص سنوات التكوين”.
ورغم أن الطلبة شددوا خلال هذه الوقفة على “رفضهم الاصطدام مع الأمنيين وأفراد القوات المساعدة الذين قاموا بفضّ الاعتصام”، فإنهم أكدوا أن “تطويق هذا الشكل النضالي الذي أصبح منفذ أطباء الغد الوحيد لنقل صوتهم إلى الرأي العام أمام عدم جدية الوزارة في الحوار أمر يحُز في نفوسهم كثيرا، لاسيّما أن مطلبهم بسيط: تجويد التكوين لكي يقدّموا خدمات طبية جيدة للمواطنين وينخرطوا في تنزيل ورش الحماية الاجتماعية” .
في هذا السياق، شدد طلبة الطب على أن “العنف ليس سبيلا للتفاوض”، وأن العنف ليس لغة يتم التعامل معها، مؤكدين التزامهم بـ “السلمية” في جميع الأشكال النضالية، حيث جددوا التأكيد على دافعهم الأول للاحتجاج يكمن “في حب الوطن والغيرة عليه والتشبث بجودة التكوين الطبي العمومي”.

أخنوش وميراوي مطالبان بتقديم اعتذار رسمي

وحملت لجنة طلبة الطب المسؤولية في الأحداث التي شهدها محيط كلية الطب والصيدلة بالرباط ليلة الأربعاء – الخميس لرئيس الحكومة ووزير التعليم العالي، حيث طالبتهما باعتذار رسمي على خلفية ذلك.

كما طالب طلبة الطب بإطلاق سراح زملائهم المعتقلين وذويهم تفاديا لمزيد من الاحتقان، مستنكرين ما وصفوه بـ “المقاربة القمعية” التي تنهجها الحكومة والتي قالوا إنها بلغت ذروتها بمس كرامة الطلبة الأطباء وآبائهم في خرق سافر للدستور.

وحذر الطلبة الأطباء من أن تؤدي “تصرفات الحكومة” إلى تأجيج الأوضاع ورفع منسوب الاحتقان في جموع الطلبة وتزيد من تأخير الحل لإنهاء هذه الأزمة التي تراوح مكانها منذ 10 أشهر.

وجدد طلبة الطب دعوتهم للحكومة من أجل وقف “نزيف كلية الطب العمومية، والتراجع عن السياسة الفاشلة التي لم تنتج حلا لمدة تقارب السنة”، متابعين أن الحكومة “لا يفهم من لغة حوارها إلا عزمها على الانتقام من الطلبة كلما أتيحت الفرصة لذلك لأن الطلبة فضحوا فشلها الذريع في تدبير الملف”.

إلى ذلك، أدان القطاع الطلابي لحزب التقدم والاشتراكية في بيان له ما وصفه بـ “التدخل القمعي وغير المبرر” في حق أطباء المستقبل، معربا عن تضامنه الكامل والمبدئي مع طلبة كلية الطب والصيدلة.

وعبر القطاع الطلابي لحزب التقدم والاشتراكية عن رفضه واستنكاره الشديد لهذه التصرفات اللامسؤولة؛ محملا مسؤولية هذه الأوضاع وتبعاتها لكل من وزارة التعليم العالي ووزارة الصحة.

فتح تحقيق حول ملابسات التدخل الأمني العنيف

وطالب بيان طلبة التقدم والاشتراكية بفتح تحقيق حول ملابسات هذا التدخل الأمني العنيف، معربين عن دعمهم للمطالب العادلة والمشروعة لطلبة كليات الطب والصيدلة، حيث أكد القطاع الطلابي المذكور بأن النضال السلمي من أجل مغرب عادل ومنصف هو حق مشروع، في أفق بناء دولة اجتماعية تحقق الكرامة والعدالة لجميع أبنائها.

وعاد القطاع الطلابي لحزب الكتاب للتأكيد على أن مع وقع من أحداث أمام كلية الطب والصيدلة بالرباط ليلة الأربعاء – الخميس يعدا تطورا مفاجئا وغير مقبول، ويعكس استمرار المقاربة الأمنية في التعاطي مع الأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها البلاد.

وقال القطاعي الطلابي المذكور “نجد أنفسنا أمام مشهد يتنافى والأسس الدستورية، لاسيما تلك المتعلقة بحرية التعبير والاحتجاج السلمي، وفي منزلق خطير ينم عن عقلية تحن إلى حقبة سنوات الرصاص التي قطع معها المغرب منذ عقود”.

وشدد القطاع على أن الشكل الاحتجاجي لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان هو استمرار لمسلسل نضالي لأطباء الغد، عمر لمدة تقارب السنة، وهو تعبير عن رفضهم للجمود الذي يشهده الملف المطلبي لطلبة الطب، نتيجة تعنت وزارتي التعليم العالي والصحة، في الاستجابة لمجموع المطالب المرفوعة، وغياب أي رؤية لحلحلة هذا الملف في شموليته.

وبعدما ذكر بمبادرة وسيط المملكة التي أفضت إلى اتفاق بين وزارة التعليم العالي وشعبة الصيدلة أورد القطاع الطلابي لحزب التقدم والاشتراكية “في الوقت الذي بدأنا نلمس بوادر أمل بعد حلحلة ملف طلبة الصيدلة، بعد تدخل وساطة عدة أطراف سياسية وبرلمانية وحقوقية، وعلى رأسها “وسيط المملكة”، فوجئنا بهذه الخطوة التصعيدية وغير المفهومة ممن وجب فيهم السهر على حماية الحقوق والأشخاص، الشيء الذي سيزيد من تأجيج الأوضاع وتعميق حالة التوجس وفقدان الثقة في الفعل المؤسساتي والحقوقي ببلادنا”.

وجدد القطاع الطلابي للتقدم والاشتراكية، تأكيده على أنه سيظل جهة داعمة ومتابعة لهذا الملف، انطلاقا من كونه جزء من الحركة الطلابية، حيث شدد على الاستمرار في التضامن الكامل والمبدئي مع طلبة كليات الطب والصيدلة.



شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.