أنتلجنسيا مغربنا 1-Maghribona 1
بينما تتغنى وزيرة السياحة ، فاطمة الزهراء عمور، بأرقام خيالية وإحصائيات وردية حول ازدهار القطاع السياحي في المملكة، يعيش الواقع السياحي قصة أخرى أقل إشراقاً وأكثر إرباكاً.
إذا صدقنا التصريحات، يبدو أن السياح يتدفقون على المغرب كما تتدفق المياه في الأنهار (لو كان لدينا أنهار أصلاً!). ولكن بين جدران هذا النجاح الذي تبشر به الوزيرة، هناك أزمة هيكلية تكاد تكون بمثابة قنبلة موقوتة.
من يدقق في التفاصيل، يدرك أن هذا النجاح السياحي لا يعتمد على تنمية حقيقية أو بنية تحتية متينة، بل على حظ عابر وكثير من التلميع . نعم، الأرقام تبدو مدهشة، لكن ما الذي يحدث خلف الكواليس؟ هل يعرف أحد حجم المشاكل التي تعاني منها المدن السياحية؟ من فوضى النقل، إلى نقص البنية التحتية، وصولاً إلى الخدمات السياحية التي غالبًا ما تكون بعيدة كل البعد عن المعايير الدولية.
لنتحدث بصراحة: هل من الطبيعي أن يرتفع عدد السياح في بلدٍ لا تزال بعض مناطقه تعاني من طرق مهترئة، ومرافق سياحية أقرب إلى الفلكلور منها إلى الاحترافية؟ أم أن الحكومة تعتمد على التسويق أكثر مما تعتمد على الإصلاح؟
في الواقع، قد يكون النجاح الذي تتحدث عنه الوزارة مجرد نجاح خادع، أو ربما هو النجاح الوحيد الذي تتقنه بعض المسؤولين: نجاح تسويق الأوهام! وبينما تتغنى الوزيرة بالأرقام الكبيرة، يعاني المواطن البسيط الذي يعمل في القطاع السياحي من مشاكل تتعلق بالرواتب المتدنية وظروف العمل الصعبة، في حين تستمر شركات الفنادق الكبرى في جني الأرباح على حسابهم.
إذن، هل هي “سياحة” حقًا، أم مجرد لعبة أرقام تخفي وراءها أزمة هيكلية تهدد القطاع؟