أنتلجنسيا مغربنا 1-Maghribona 1:الشيخ بوعرفة
في تصريح أثار الكثير من الجدل وأعطى دفعة جديدة للنقاشات حول مستقبل التخطيط العمراني بمدينة القنيطرة، وجه المهندس المعماري الصيباري عبر موقع اعلامي انتقادات لاذعة لمشروع تصميم تهيئة المدينة. واعتبر الصيباري أن هذا المشروع، عوض أن يكون خطوة نحو تحسين جودة الحياة للسكان، يخدم في المقام الأول مصالح لوبيات العقار على حساب المواطن القنيطري.
ووجّه الصيباري رسائل قوية إلى المسؤولين، منتقدًا غياب الرؤية الشاملة في التخطيط، وهو ما جعل المشروع يظهر بشكل “عشوائي”، وفق تعبيره، ويفتح باب التساؤلات حول الطريقة التي تم بها إعداد هذا التصميم دون استشارة المهندسين المعماريين المحليين.
وصرح الصيباري أن مشروع التهيئة الجديد يعاني من عدة ثغرات، منها السماح ببناء عمارات شاهقة في منطقة فالفلوري، التي يعتبرها غير مؤهلة لاستقبال مثل هذه المباني الضخمة.
وأوضح أن هذا النوع من البناء لا يراعي الخصائص الجغرافية والبيئية للمكان، مما قد يشكل خطرًا على البيئة الحضرية للمنطقة، ويفرض ضغوطًا إضافية على بنيتها التحتية.
وأعرب عن خشيته من أن تتحول القنيطرة، التي كانت تُعرف بطابعها الهادئ، إلى مدينة مزدحمة وعشوائية نتيجة لسياسات التخطيط غير المدروسة.
إضافة إلى ذلك، أكد الصيباري أن هيئة المهندسين المعماريين في القنيطرة لم يتم إشراكها في إعداد هذا المشروع، مشيرًا إلى أن هذا التغييب قد يكون متعمدًا بهدف تجاوز آراء الخبراء المحليين وإبعادهم عن اتخاذ قرارات حساسة تتعلق بتطوير المدينة.
ويعتبر الصيباري أن هذا التهميش يشكل إشارة سلبية حول مدى شفافية المشروع، وقد يوحي بأن هناك جهات تسعى لاستغلال التهيئة الجديدة لتحقيق مصالحها الخاصة على حساب المعايير المهنية المعمول بها.
أمام هذه التصريحات، يبرز سؤال جوهري: من المستفيد الأكبر من هذا المشروع؟ هل الهدف الحقيقي من تهيئة القنيطرة هو تحسين جودة الحياة لسكان المدينة، أم أن الأولوية تُعطى لمصالح اللوبيات العقارية التي ترى في التوسعات الجديدة فرصًا ذهبية لتحقيق أرباح ضخمة؟
لا شك أن القنيطرة، كغيرها من المدن المغربية، تحتاج إلى تخطيط حضري متوازن يأخذ بعين الاعتبار حاجيات السكان ومتطلباتهم. غير أن تهميش المهندسين المعماريين، والسماح ببناء عمارات شاهقة في مناطق غير مؤهلة، قد يشير إلى أن هذا المشروع يخدم مصالح فئة ضيقة دون مراعاة المصلحة العامة.
إن تصريح المهندس الصيباري حول مشروع تهيئة القنيطرة، بجانب النقاط المثارة حوله، يطرح تساؤلات مشروعة يجب أن تلقى ردودًا واضحة من الجهات المعنية. فالقنيطرة ليست مجرد مساحات شاسعة تنتظر البناء العشوائي، بل هي مدينة بتاريخها وتراثها وقاطنيها.
لذا، يبقى السؤال معلقًا: هل سيبقى مشروع التهيئة في خدمة المواطنين أم ستتم التضحية بمصالحهم لصالح من يسعون وراء الأرباح السريعة؟