مغربنا 1 جريدة إلكترونية مغربية


قصص من الذاكرة..عندما انسحب المنتخب المغربي من أولمبياد 68 رفضا لمواجهة إسرائيل

انتلجنسيا مغربنا 1- k /A Maghribona 1
فِي سجل المنتخب المغربي لكرة القدم، صفحات تاريخية عدّة ومباريات طبعت مسار “الأسود” منذ أزيد من نصف قرن من الزمن، مر منه رجالات ونجوم، منهم من رحل عنا وترك إنجازاته تتحدّث عنه، ومنهم من سيتصفحها لاستحضار ذكريات الماضي الجميل.

و لصلة الماضي بالحاضر واستحضار أجيال أسدت خدمات جليلة للمستديرة الوطنية.
قبل أن تتكون علاقة الود بين “مكسيكو” والمنتخب المغربي، شاءت الأقدار أن لا تقلع طائرة “الأسود” للوجهة التي شهدت على عالميتهم الأولى، سنتين بعد ذلك، حيث كان لجيل 1968 حظ عاثر بعدم المشاركة في “الأولمبياد”، بعدما انتزعوا بطاقة التأهل عن جدارة واستحقاق.

الكرة الإفريقية كانت لاتزال تحت وقع الصدمة، بعد أن انهزم المنتخب الغاني حامل اللقب أمام نظيره الزاييري، في تاريخ 21 يناير، إذ لم يستسغ رفاق أوسيل كوفي مرارة ذلك الإخفاق في “كان إثيوبيا” وهم في طريق بحثهم عن تعويض ببطاقة التأهل إلى نهائيات دورة الألعاب الأولمبية “مكسيكو 1968”.

اعتقد الغانيون أنهم حققوا الأصعب بعد عودة بنتيجة التعادل من الملعب “الشرفي” في مدينة الدار البيضاء، إلا أن المهمة لم تكن بالسهولة التي ظنوا على أرضية ملعبه في مدينة “كوماسي” أمام أزيد من 60 ألف متفرّج، في مواجهتهم لترسانة من النجوم الشباب، من أسماء سيكون لها شأن مستقبلا، على غرار علال، غاندي، باموس، وفرس.

بقيادة الثنائي، الفرنسي غي كليزو والمغربي عبد الله السطاتي، اللذين حضرا خطة “جهنمية” من أجل إرباك “البلاك ستارز”، حيث ضحوا باللاعب حمان جرير (الراحل المتوفي قبل أيام)، معوضين إياه بالمهاجم أحمد فرس، وتم التركيز على تثاقل دفاع الخصم، بالاعتماد على سرعة سعيد غاندي وفتوة لاعب شباب المحمدية.

سرعان ما تحول المشهد إلى “سريالي” خارج عن نطاق مباراة في كرة القدم، حين سجل الغانيون هدف السبق عن طريق كوفي، تحت أنظار الرئيس الغاني جوزيف أنكرا، الأخير الذي كان شاهدا على اقتحام المئات من المشجعين لأرضية الملعب، لتتحول فرحة الهدف إلى هتاف بحياة الرجل الأول في غانا، مما تسبب في توقيف المباراة لأزيد من عشرين دقيقة.

ثقة زائدة في النفس وعدم احترام الخصم المغربي، جعل الغانيين يتركون مساحات أمام عناصر المنتخب المغربي، حيث تجسدت في واقعية المهاجمين زهيد وسعيد غاندي، ليمنحا السبق للمنتخب الوطني في النتيجة، عبر مناسبتين، منغصين احتفالية كوماسي بانتزاع بطاقة بلوغ “الأولمبياد” بجدارة.

بعد أيام قليلة، جاء النبأ السيئ للعناصر المغربية، إذ أسفرت القرعة عن وقوع المنتخب المغربي في المجموعة الثالثة إلى جانب هنغاريا، السلفادور وإسرائيل، مما تسبب في قرار اعتذار المنتخب المغربي عن المشاركة في الدورة، وعوضه المنتخب الغاني، في حين اقتصرت المشاركة المغربية على رياضات المصارعة، ألعاب القوى، الملاكمة وكرة السلة، حيث كانت الرياضة الوطنية تتوفر آنذاك على جيل ذهبي في رياضة “المثقفين”.



شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.