مغربنا 1 جريدة إلكترونية مغربية


ورقة الإرهاب..ورقة انتخابات أميركية

مغربنا1-maghribona1

هناك عدة عوامل جعلت من خيار ورقة الإرهاب هي الأكثر رواجاً و تفضيلاً لدى ساسة الإدارة الأميركية الحالية و قادة جيشها في المنطقة و منها :

⁃ الإدراك الأميركي لفقدان مناطق نفوذ سياسية مرتبطة بالجغرافيا أي بمعنى آخر التناقص في الجيوسياسية الأميركية ، حيث انكمش التأثير الأميركي المعتاد على دول الخليج بعد انخراط معظم هذه الدول و خصوصاً السعودية في مشاريع اقتصادية مع الصين ، و كذلك الهجوم الإيراني الإستيراتيجي لتثبيت وجودها في الخليج بعد اتفاقات مع السعودية برعاية صينية ، هذا الإختراق الصيني لمناطق كانت تعتبرها أمريكا مناطق نفوذ لها نجح بعد أن تيقنت دول الخليج بأن السياسة الاميركية تقوم على ابتزازها و لا تقدم لها شيئاً سوى المزيد من الاستنزاف في الموارد المالية و كذلك التضرر من المواجهات العسكرية التي دفعتها أمريكا و الغرب لخوضها بالنيابة عنهما كما حدث ضد الشعب اليمني و الذي حقق جيشه ضربات موجعة في منابع النفط الاستيراتيجية لدى النظام السعودي مما دفع هذا النظام بأن يعيد حساباته مجدداً و يتدارك حرب الاستنزاف الأميركية المصطنعة للمنطقة .

⁃ قمة بريكس هي الأخرى كانت الضربة الأحدث للغرب و التي رسمت فيها خمس دول صناعية حدودها الجيوسياسية عبر ضم عدة دول لها هي الجمهورية الاسلامية و الإمارات و السعودية و مصر و الأرجنتين و إثيوبيا حيث تمكنت بريكس من وضع أقدامها بثبات في ممرات التجارة الدولية البحرية في ما تسمى بمنطقة الشرق الأوسط ، و كذلك سعي دول هذا التجمع إلى الحد من هيمنة الدولار و كسر سياساته الإبتزازية ضد الشعوب .

⁃ مبادرة الحزام و الطريق الصينية و التي لها طرق عدة تضعها القيادة الصينية على طاولة البحث لتحرك خطواتها المدروسة لخنق السيطرة الأميركية ، و التحرك الصيني هنا أشبه ما يكون بلعبة شطرنج يتلقى فيها الأميركي خسائراً متوالية بفقده لمواقعه و إن كانت المواجهة تدور بأساليب التزاحم و التدافع للسيطرة على خطوط نقل التجارة الدولية براً و بحرا.

⁃ حالة الإحباط لدى بعض الأنظمة الغربية من الضغوطات الأميركية عليها مما جعل بعضاً من هذه الدول أن تتحرك باتجاه الصين مؤخراً لعقد اتفاقيات تجارية ضخمة رغم الغضب الاميركي على هكذا خطوات ، مما دفع هذه الأنظمة الغربية إلى شراء أسلحة و معدات عسكرية أميركية لتخفيف وطأة الغضب الأميركي عليها .

⁃ ضعف الكيان الصهيوني و هشاشته من الداخل و تآكل قوته العسكرية بفعل تراكم كمّي و نوعي لقوى المقاومة الاسلامية سواء في الداخل الفلسطيني المحتل أو في لبنان و المنطقة.

⁃ ظهور بوادر إنهيار سيصيب اقليم كردستان بسبب الخلافات العميقة بين الأحزاب الحاكمة هناك ، حيث أن كردستان هي قاعدة متقدمة للوجود الأميركي و الصهيوني عسكرياً و أمنياً و إقتصادياً و سياسياً .

كل هذه العوامل هي من جعلت ورقة الإرهاب كورقة مفضّلة لدى الادارة الاميركية و التي تحاول كسب جولة انتخابية أميركية مبكرة انطلاقاً من العراق كونه بلد محتَل ضد الأراضي السورية و هذا يتطلب الاستعداد لمواجهة مع هذه التنظيمات الارهابية .

و أخيراً أن الضعف الحكومي العراقي و خصوصاً في سياسته الخارجية هو من سمح و شرعنَ للأميركي بالتمدد في الملف السياسي العراقي و الإستحواذ على خيوطه الرئيسة لعقد اتفاقات استيراتيجية جديدة و التي أحد مخرجاتها غير الصريحة هي جعل أرض العراق منطلقاً لإعتداءات ضد دول مجاورة ، حيث أن ما جرى من اتفاقات لا يعلم بها جميع من في السلطة سمح  لانتشار اميركي عسكري يستهدف حصار سورية و إنهاكها عبر تنظيمات الإرهاب الأميركية ، و كذلك فإنه يجب على ساسة العراق إدراك حقيقة واضحة بأن الإرهاب هو ورقة متنقلة فإذا غضضتم البصر عن استخدامها أميركياً في سورية ، فإنّ شَرَرُ نارها ستنتقل إلى العراق عاجلاً أم آجلاً و كل ذلك نتيجة للقصور السياسي الذي يفضّل إيواء الأفاعي بعقر دار السيادة  .



شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.