مغربنا 1 جريدة إلكترونية مغربية


مشكل الأمن الغذائي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا

مغربنا 1-Maghribona 1 سليمان بن عبد الله

تأثرت الصدمات غير المسبوقة على نظام الغذاء العالمي، في السنوات القليلة الماضية، تأثيرا شديدا على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، باعتبارها مناطق تستورد المواد الغذائية

فبتغير المناخ وشحيحة المياه، تتعرض بشدة لصدمات السوق العالمية التي عطلت سلاسل الإمداد، ودفعت أسعار المواد الغذائية إلى مستويات قياسية، وأدت إلى أزمة انعدام الأمن الغذائي

واستجاب البنك الدولي بسرعة لهذه الاحتياجات، حيث قدم ما يقرب من مليار دولار للبرامج الطارئة التي تدعم من يواجهون انعدام الأمن الغذائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وبالنظر إلى المستقبل، يعد بناء أنظمة زراعية وغذائية قادرة على الصمود في مواجهة الصدمات، أولوية قصوى في المنطقة. الأمر الذي يتطلب الاستثمار والعمل على مستوى العديد من الجبهات والقطاعات؛ من الزراعة الذكية مناخيا، وإزالة التشوهات في أسواق الغذاء، وإصلاح أنظمة الدعم، والاعتماد على الأسواق المالية لضمان التصدي لمخاطر المناخ والكوارث وإدارة المياه، إلى تنمية الصناعات الزراعية، وزيادة معدلات النمو في الوظائف الخضراء.

والبنك الدولي شريك ملتزم للبلدان والشعوب التي تدفع عجلة هذا التحول إلى الأمام.

هناك أراضي زراعية كبيرة في المغرب تأثرت بشدة بتغير المناخ. وأدت موجات الجفاف المتتالية، مع عواصف شديدة غير متوقعة، إلى تسريع وتيرة اعتماد أساليب جديدة للفلاحة وإدارة الموارد المائية. ويدعم البنك الدولي المغرب، من خلال مجموعة من البرامج لمواجهة التحديات التي تواجهه.

وهناك 3 مشروعات وبرامج أخرى، هي برنامج “تعزيز سلاسل القيمة الغذائية الزراعية ومشروع الجيل الأخضر باستخدام أداة تمويل البرامج وفقاً للنتائج”، ومشروع إدارة الموارد المائية القادرة على الصمود والمستدامة في الفلاحة، وكلها تعمل على تشجيع الاستثمار في قطاع الأغذية الزراعية، وخلق فرص عمل إضافية لاسيما للشباب، وزيادة الدخول في المناطق القروية، وزيادة القيمة المضافة لهذا القطاع، فضلا عن تنمية صادرات الأغذية الزراعية، وزيادة القدرة على الصمود في مواجهة العديد من الأزمات.

وتحققت نتائج مبهرة في إطار برنامج تعزيز سلاسل القيمة الغذائية الزراعية، مع قرب اكتمال بناء سوق الجملة الجديد في الرباط ، والآثار الإيجابية في سلاسل القيمة الحيوية؛ على سبيل المثال تعبئة وتصدير 765,684 طن من فواكه الحمضيات في عام 2022 (مقابل 566,800 طن في عام 2017)، بالإضافة إلى 100,937 طن من الزيتون (مقابل 73,129 طن في عام 2017) و 14,130 طن من زيت الزيتون عالي الجودة (مقابل 10 آلاف طن في عام 2017).

ويدعم برنامج الجيل الأخضر العديد من الأنشطة؛ منها إنشاء مراكز إقليمية لتعزيز توظيف الشباب في قطاع الأغذية الزراعية، وتحديث 4 أسواق للجملة، وتطوير الأدوات الرقمية لتحسين فرص العمل وكفاءة سلاسل القيمة (على سبيل المثال كفاءة استخدام المياه).

ويعمل مشروع إدارة الموارد المائية القادرة على الصمود والمستدامة في الفلاحة، على تحديث أساليب الري والصرف، ودعم إدارة المياه، وتقديم المشورة الزراعية للفلاحين، الذين يواجهون موجات حرارة وجفاف شديدة، تزيد من الضغط على موارد المياه المحدودة بالفعل.

وتعمل احدى الشابات في العمل الفلاحي، وتحاول تكييف مزرعة أسرتها باستخدام الري بالتنقيط، وزراعة بذور مقاومة لتغير المناخ، واختيار المزيد من المحاصيل التي تتطلب كميات أقل من المياه. وقالت الشابة المغربية، التي يعمل بمزرعتها 14 موظفا دائما، ولديها أكثر من 80 عاملا موسميا خلال موسم الحصاد “لا يمكن إنكار أثر تغير المناخ على الأمن الغذائي للمغرب، بل وعلى النظام الغذائي العالمي، ونحن كفلاحين ندرك هذه الحقيقة، ونتبنى بشكل متزايد أساليب إنتاج قادرة على الصمود، بهدف التكيف وحماية أنشطتنا الفلاحية، فهذه الأرض أرضنا وعلينا الحفاظ عليها للأجيال القادمة”.



شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.