مغربنا 1 جريدة إلكترونية مغربية


غرور مدرب يُطيح بأحلام وآمال ملايين المغاربة و”لقجع” يجدد فيه الثقة دون مساءلة

مغربنا1-Maghribona1:ياسر أروين

في البداية لا بد من الإشارة، إلى أننا لا يمكن أن نغفل ما قام به الناخب الوطني “وليد الركراكي” خلال كأس العالم الأخير الذي نُظم بدولة قطر، حين تمكن من الصعود بأسود الأطلس إلى المربع الذهبي.

كما لا يمكن لنا كمغاربة، أن ننسى المجهودات الجبارة التي قام بها “الركراكي” مباشرة بعد تعيينه خلفا لحالوليزتش، سواء على مستوى رأب الصدع بين جميع مكونات المنتخب الوطني لكرة القدم، أو على مستوى الرحلات المكوكية التي أقدم عليها من أجل جلب لاعبين جدد وذوو مستوى عال، وإقناعهم باللعب تحت راية المملكة المغربية…

لكن ما وقع بكان الكوت ديفوار، وما رافقه من خروج يمكن وصفه من وجهة نظرنا بالمذل من دور الثمن على يد منتخب جنوب إفريقيا الضعيف مقارنة مع إمكانيات ضعيفة، يضعنا أمام مسؤولية مساءلة بل ومحاسبة المسؤولين عن هذه النكسة، وعلى رأسهم “وليد الركراكي”.

فأي متتبع لشؤون المنتخب المغربي، الذي كان يُعد حتى الأمس القريب أقوى منتخب بالقارة السمراء، ومرشح فوق العادة للظفر بالكأس الإفريقية، التي غابت عن خزانته منذ خمسة عقود تقريبا، سيلمس غرورا وعجرفة غير مفهومة في تعامل “الركراكي” وتعاطيه مع الأحداث.

فبداية بتصريحاته المستفزة، ومرورا بتعامله غير اللائق مع الصحافة الوطنية وطريقة تصرفه مع قائد منتخب الكونغو الديمقرطية خلال المقابلة الأخيرة في دور المجموعات، وانتهاء بضمانه الفوز بالكأس الإفريقية، أضاع “الركراكي” البوصلة، وأجهض حلم ملايين المغاربة، الذين آمنوا بجيل أشرف حكيمي وحكيم زياش وياسين بونو ونايف أكرد…، وعقدوا آمال كبيرة عليهم(جيل لاعبي المنتخب) للفوز بالكأس بعد سنين من الإنتظار.

وكانت النتيجة قاسية جدا بما تحمله الكلمة من معنى، فإلى جانب الإقصاء المبكر والمذل، وإجهاض حلم المغاربة الذين كانوا تواقين لفرحة تنسيهم ولو لوقت وجيز، قسوة العيش ومشاكلهم الإقتصادية، الإجتماعية، والسياسية، التي يعيشونها في ظل حكومة “عزيز أخنوش”، أدى غرور الناخب الوطني وتعنته إلى حالة إحباط ويأس كبيرين  في صفوف المشجعين والمغاربة بكل أطيافهم.

بالمناسبة، لا يمكن الغوص في الموضوع، دون الإشارة إلى كون “وليد الركراكي”، ارتكب أخطاء جسيمة في كان الكوت ديفوار، حين اعتمد العاطفة كمحدد رئيسي وأساسي في اختياراته…ولا نود هنا الدخول في التفاصيل التقنية التي فصل فيها وأغناها المتخصصون والتقنيون.

من جهة أخرى وفي سياق متصل، سبق للمدرب الوطني، أن التزم بتقديم استقالته من الإشراف على أسود الأطلس، في حالة فشله في بلوغ نصف تهائي الكان، وهو الأمر الذي أصبح حتميا من وجهة نظرنا، خصوصا إذا علمنا أن الأمر منصوص عليه في العقد الذي يربط “الركراكي” بالجامعة الملكية لكرة القدم، التي يرأسها “فوزي لقجع”.

إذن، وبدون مراوغة أصبح من اللازم على “وليد الركراكي” الإستقالة من تدريب المنتخب المغربي لكرة القدم، حتى لا يتم تمييع ما بنته جامعة الكرة، ويتم التأسيس لعرف غير صحي، كما قال المعلق والخبير الرياضي “خالد ياسين”، عندما استضافه الزميل رضوان الرمضاني في برنامجه “بدون لغة خشب” مؤخرا.

لكن المثير للجدل، أن الجامعة الملكية لكرة القدم برئاسة فوزي لقجع، قررت ودون سابق إنذار وبدون تقديم مبررات مقبولة لما وقع بالكوت ديفوار،(قررت) تجديد الثقة في وليد الركراكي وهو أمر محمود، لو أن الجامعة طالبته بالاستقالة أولا وتقديم الحساب وتحديد المسؤوليات، قبل أن تعلن عن استمراره على رأس الإدارة التقنية لأسود الأطلس.

 



شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.