مغربنا 1 جريدة إلكترونية مغربية


هكذا أخفقت حكومة اخنوش في ايامها الاولى

مغربنا 1 المغرب : عبد الناصر فضيلي

لماذا لا يجب ان ننتقد الحكومة ؟ و لماذا يطلب منا التعامل مع هذه الحكومة بطريقة خاصة ؟ ولمذا يطلب منا الصبر على ادائها ؟ و لماذا كل هذا التميز ؟
اظن ان حكومة السيد اخنوش ليست في حاجة لمن يدافع عنها اعلاميا ، و قد لاحظنا الترسانة الإعلامية التي سخرتها خلال حملتها الانتخابية و لا زلنا نرى اثارها على الانامل و الاقلام المرتعشة والتي تتردد في تقييم أداءها و انتقاد مواقفها .

و كذلك برلمانيًا وهي الحكومة المكونة من أئتلاف اغلبية برلمانية شبه مطلقة، الى درجة ان الاحزاب التي لم تشارك في الحكومة أعلنت تاييدها المطلق للحكومة و الاحزاب التي اصطفت بشكلٍ صريح في المعارضة فهي لا تمثل الا “كمشة” تعد بأصابع اليد.
و هذا مبدئيا يعد ايجابيا لكي تعمل في أريحية.
اذا هذه الحكومة ليست بحاجة لمن يدافع عليها.
بل على العكس، و لاحداث التوازن الذي قد يسببه ضعف المعارضة البرلمانية، و جب على الصحافة الحرة انتقاد هذه الحكومة و الضغط إيجابيا عليها حتى لا تتراخى او تنسى الوعود التي التزمت بتحقيقها للشعب المغربي و كذلك تذكيرها بان المواطن صوت لها و عاقب حزب العدالة و التنمية الذي تهاون في الوفاء بوعوده هو أيضا. فهي حكومة الشعب، من الشعب و في خدمة الشعب. و هذا ميثاق غليظ و اساسه الثقة التي لا يجب ان تكسر ابدا و على الاقل خلال الايام الاولى لتنصيب الحكومة، وهذه ما يعبر عليها ب 100 يوم او الفترة لكي “يسخنوا بلاصتهم “.
اذا فيجب معاملة هذه الحكومة، المنتخبة من الشعب و بطريقة ديموقراطية، بطريقة عادية كسابقاتها و الا سنصبح نشكك في مصداقيتها الانتخابية و سنكرس طابعها التكنوقراطي و لا سياسي ، كما يدعي بعض رؤساء الأحزاب كبنكيران الذي انتخب اليوم امينا عاما لحزب العدالة و التنمية و السيد عبداللطيف وهبي.

فماذا فعلت هذه الحكومة حتى جلبت عليها كل هذا الكم من الانتقادات و هي في ايامها الاولى؟

اولا، فهذه الحكومة هي من رفعت سقف الانتظارات بوعودها الرنانة و ارقامها التي اسالت لعاب المواطنين، بل و بثقة بالنفس كبيرة جدا كما عبر عليها القائل ” الى ما درنهاش ضربونا بالحجر”. و زعموا بأنهم استجابوا لنداء الشعب على قول السيد اخنوش ” الناس قالوا لنا باراكا بغينا التغيير” و جواب حزب الحمامة كان ” المواطن يستاهل أحسن ” بل وعد السيد اخنوش بإن المواطن سيحس بالفرق خلال الأيام الاولى من تنصيب الحكومة، ما دام ان خطة العمل كانت مهيأة مسبقا و الحزب له الكفاءات اللازمة للتنزيل السريع لهذه الخطة على ارض الواقع. و المواطن ، و بكل حسن نية، امن بهذا الوعد و أنخرط في العملية الانتخابية التي اعطت المرتبة الاولى لهذا الحزب.
و الحمدلله، الحكومة تكونت بسرعة و صادق عليها البرلمان ولم يكن اي “بلوكاج” او اي مشكل، اذا آلم يتساءل احدهم لماذا انقلب عليهم المواطن ؟ ولماذا غاب التواصل الاعلامي المساند و الذي كان اكثر من نشيط خلال الحملة الانتخابية؟ وهل السيد اخنوش ساءل عن حال “مول النعناع و الشيبة”، و هو من رايه يكفي و يطمئن السيد اخنوش؟ فربما “مول النعناع” له الاجوبة عن هذه التساؤلات، هذا اذا لم يغير رأيه هو كذلك.

ثانيا، كان على الحكومة الاستثمار في رأسمال الثقة التي اعطاها غالبية المواطنين لهذه الحكومة و ذلك باعطاء اشارات، و لو بسيطة جدًا ، للمواطن حتى يشعر بان هناك تغيير قد حصل. لكن هذا لم يحدث بل ارتفعت الاسعار و استمرت القرارات العشوائية، التي تصادف دائما فترة الاحتفالات بالاعياد، و ما تحدثه من ارتباكات للمواطن الم يكن بالاحرى ان يتدخل رئيس الحكومة لمنع و زجر الارتفاع المهول للأسعار ، الم يكن اجدر بالحكومة ان تخفف من القيود و الاجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا و خصوصا ان الحصيلة الوبائية سجلت تحسنًا ملحوظا خلال شهر أكتوبر.
اذا الحكومة جانبت الصواب.

ثالثًا، كنا نظن ان هذه الحكومة ستحسن التواصل مع المواطنين بحكم طبيعة الكفاءات التي زعموا التوفر عليها. لكن في الواقع، ظهر ان الكفاءات على قد الحال بل تم استوزار كفاءات تكنوقراطية واعادة اسماء، من الحكومة السابقة ، لا تحسن التواصل مع المواطن بل تخاطبه باستعلاء و كان المواطن قاصر و “ما قريش و ما كايفهم والو”.

و بالفعل كل هذا و الى جانب اشياء اخرى جعل ارتباك العمل الحكومي يعطي الانطباع بان هذه الحكومة لا تسلك، و ان تسلك الطريق المستقيم الذي سيؤدي الى تحقيق الوعود الانتخابية. و نطالب الحكومة تدارك هذا الارتباك لأن المواطن يريد ربح الوقت و تدارك ما ضاع مع الحكومات السابقة.



شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.