مغربنا 1 جريدة إلكترونية مغربية


كرين يكتب عن العلامات الصغرى وعلاقتها بحزب العدالة والتنمية

مغربنا 1 المغرب

طبعا ، أنا متيقن أنكم حين قراءتكم لعنوان هذه التدوينة ، سيذهب تفكير الغالبية الساحقة منكم إلى علامات الساعة الصغرى والعلامات الكبرى وخروج الدابة وظهور المسيح الدجال وظهور المهدي وعودة المسيح الخ الخ ، …وسبب يقيني هو أن لكل كلمة وكل عبارة إيحاء معين في وعينا ولا وعينا الجماعي …أسوق هذه المقدمة في سياق التنبيه للألغام التي أصبحت تؤثث خطاب حزب البيجيدي -بينما يظنها الناس شيئا هينا- في إطار النقاش الدائر حول القوانين الانتخابية …فرئيس الفريق البرلماني للعدالة والتنمية مثلا يعلن في مداخلته هذه الليلة والمتعلقة بالقاسم الانتخابي أن هذا التعديل ” لقيط ” … ، طبعا لا جدال في أنه من حق البيجيدي أن يكون مختلفا سياسيا مع الأحزاب الأخرى إلى أبعد الحدود وأن يستعمل المناورات التي يراها تخدم مصالحه الحزبية ، ولكن العبارة التي استعملها رئيس الفريق البرلماني ، أي عبارة ” لقيط” عبارة مقيتة لم تعد تستعمل نهائيا في زمننا الحالي وفي المجتمعات الحداثية لأن فيها تحقيراً وتمييزاً ومساساً بحقوق الإنسان ، لأنها تحيل على مرجعية ” دينية وشرعية ” مبنية على وسم ” اللقيط ” بأنه إبن زنا وابن حرام مع ما يستتبع ذلك من ” ثواب وعقاب ” وغير ذلك ، وليس على مرجعية سياسية… لقد أضحينا الآن عمليا في البرلمان أمام توظيف مقيت كنا نظنه ذهب إلى غير رجعة لل” خطب الوعظية ” التي تُنبأ بعودة حزب العدالة والتنمية لأسلوبه القائم على وصم ووسم الآخر بالزندقة وربما ببعض العبارات التي تضمر الاتهام بالكفر …إنها عودة لتوظيف العقل ال” إخواني ” كأساس للممارسة الحزبية للبيجيدي ، هذا الحزب الذي لم يؤمن يوما بالديمقراطية إلا بقدر ما تذره عليه من مكاسب ومناصب دنيوية .
مصطفى كرين رئيس المرصد الوطني للعدالة الإجتماعية



شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.