مغربنا 1 جريدة إلكترونية مغربية


انخراط شيعة الشمال في الحياة السياسية

مغربنا 1 المغرب 

في غمرة “الاحتفال” بيوم عاشوراء طفى إلى سطح النقاش الداخلي لدى شيعة الحسيمة موضوع خوض غمار الانتخابات الجماعية بالحسيمة بإلوان حزبية مختلفة أو بلوائح مستقلة وبدون انتماء حزبي بعد ان كان أتباع هذا التوجه العقدي قد تلقوا الضوء الأخضر من قيادتهم  بضرورة الانخراط في الحياة السياسية للبلاد لمن توفرت لديه فرصة ذلك. وتبعا لمنهج التقية دائما.

وكان شيعة الحسيمة قد عقدوا عدة اجتماعات ولقاءات منذ بداية هذه السنة (اواخر يناير 2021)  للنظر في “امر القيادة” والبحث عن فرص تتفيذه واستحضار كل القنوات المناسبة لذلك مع ما يستدعيه الحذر الضروري لتحقيق الاهداف المرجوة من هذه التجربة الجديدة لشيعة المغرب بعد سنوات عجاف طبعت نشاطهم السياسي والحزبي لاسباب أمنية.

وجاء هذا القرار ( المشاركة في الانتخابات) كنوع من التحول في استراتيجيات التنظيم والتوسع لدى شيعة المغرب والبحث عن إمكانية تجاوز النشاط الجمعوي والثقافي والاعلامي الى العمل الحزبي السياسي -الخفي- ولكن دون تكرار تجارب سابقة كان فيها التحالف واضحا بين بعض الاحزاب والتنظيمات وبين فعاليات ومستبصرون شيعة.

وكانت القيادة المذهبية أخبرت اتباعها  من المذهب الشيعي بان لهم حرية التصرف واختيارالقناة/الحزب المناسب لتصريف مواقفهم ومعتقداتهم بغية إكساب تجربة سياسية وتدبيرية لاعضائها دون أن يعرف ذلك العموم؛ غير أن شيعة الحسيمة كانوا قد أبدوا تحفظا وتوجسا من خوض هذه التجربة ولكن “مصلحة العقيدة” فرضت عليهم العمل بأمر القيادة حيث وافق البعض منهم -في اجتماع عقد أخيرا  بإحدى قرى الحسيمة وبحضور عدد جد قليل-  وابدوا استعدادهم لخوض التجربة..

واذا كان غالبية “المستبصرين” قد اتخذوا في هذا الاجتماع قرار البحث عن تزكية  من حزب “ظاهرة الساعة” واستحسنوه عملا بمنطق الموجة والموضة حتى  لا يكتشف امر  هرولتهم الجماعية فإن البعض الأخر منهم فضل التفاوض والتنسيق مع أحزاب يسارية على فاعدة الوضوح المذهبي والعقدي ولكن في اطار التقية دائما خاصة وان منهم من كان يساريا او ضمن الحركة الحركة الثقافية الامازيغية.

وكعادة أهل هذا المذهب يعيش شيعة الحسيمة طيلة العشر الاوائل من شهر المحرم؛ وبالضبط يوم عاشوراء؛ طقوس الحزن والعزاء ويتوقفون عن ممارسة مختلف انشطتهم المهنية حيث يتفرغون لتنظيم مجالس الذكر الحسيني ومجالس العزاء مصغرة حتى لا يلفتوا انتباه الاخرين والاجهزة الأمنية؛ حيث عرفت مثلا محلاتهم التجارية والمهنية بالحسيمة المدينة اغلاقا طوال يوم امس 19 غشت 2021 الذي يصادف يوم عاشوراء.

وعرفت العديد من دواوير الحسيمة تنظيم هذه المجالس المصغرة حدا حتى لا يثيروا انتباه الاجهزة الامنية والسلطات التي تراقب بقوة تحركاتهم عبر ربوع الوطن؛ حييث اكد العديد من المستبصرين ان بيوتهم تعيش واقعة الكربلاء بشكل مصغر ويعيشون حزنا شديدا ويلبسون الأسود الداكن مع ترديد الاذكار فيما يقللون من الأكل والشراب طيلة العشر الاوائل من شهر المحرم ولكن بعيدا عن اللطم والتطبير.



شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.