مغربنا 1 جريدة إلكترونية مغربية


عبد السلام المساتي يكتب:هل يحتاج المغاربة لبنكيران مرة أخرى؟

مغربنا 1 المغرب

قلنا في مقالات ونصوص سابقة أن التكتلات السياسية ذات المرجعية الدينية يصعب أن تتفكك عند أول هزيمة، وقلنا أيضا أن الأحزاب والحركات الاسلامية مطعمة بشكل مسبق ضد زلات مشابهة للزلة التي سقط فيها حزب العدالة والتنمية ، ما يعني أن تأثيرها لا يمكن أن يمتد في الزمن، ولا يمكن أن يكون بعمق أكثر اتساعا.

مناسبة هذا الكلام هو انتخاب السيد عبد الإله بن كيران على رأس حزب العدالة والتنمية مرة أخرى بعد أن حصد 81 في المائة من مجموع الأصوات، ما يعني أن الإجماع كان شبه مطلق على السيد بن كيران باعتباره الشخصية الكاريزمية الأكثر تأثيرا في دواليب الحزب، وأنه الواحد القادر على لم شمل العدليين مرة أخرى بعد الذي حدث خلال الانتخابات الأخيرة. والحقيقة أن نتائج الانتخابات كانت مجرد تحصيل حاصل لكل ما حدث قبل ذلك اليوم من شنآن داخلي كان له الأثر البليغ على قدرة الحزب على منافسة باقي القوى السياسية التي جعلت من البيجيدي وأخطائه جسرا لها. لذلك يعود اليوم الزعيم بن كيران في صورة الضامن الذي بمقدوره أن يجمع من حوله كل أعضاء وأبناء الحزب، ومن تم إعادة بناء ما تهدم خلال الفترة السالفة.

وإذا كانت الأغلبية تنظر لعودة بن كيران كشأن حزبي داخلي محض، فإننا ننظر إلى هذه الخطوة من زاوية أخرى لها ارتباك بحكومة السيد عزيز أخنوش. ونقصد بذلك أن الحزب يدرك جيدا أن نوابه داخل البرلمان لا يمكن أن يشكلوا نقطة تأثير على الحكومة الحالية، بحكم أن عددهم يقتصر على 13 نائب. لذلك كان لابد من بديل حقيقي يلعب هذا الدور من خارج قبة البرلمان. بل وأكثر منذ ذلك نقول أن بن كيران قد يكون بديلا  للمعارضة ككل باعتبار قوة خطابه الشعبوي الذي لا نعتقد أن تأثيره سيتراجع في يوم، وأيضا باعتباره الخصم السياسي الأول للسيد أخنوش. هذا الأخير الذي بدأ ولايته الحكومية بطريقة ارتجالية عبر مجموعة من القرارات المتسرعة، كانت أسوءها فرض جواز التلقيح الذي أخرج المغاربة للشارع، وهي سابقة أن يحتج المغاربة ضد حكومة لم يمض على تعيينها الشهر، وهي الحكومة التي راهن على على نجاحها كثيرون خاصة وأنها رفعت سقف وعودها عاليا.

نتذكر جميعا كيف وقف أخنوش حجر عثرة أمام بن كيران سنة 2016، مانعا إياه من تشكيل حكومته. وهو الأمر الذي ظل بن كيران يذكره في جل خرجاته الإعلامية، ما يعني أنه لم ولن ينس ما حدث، لذلك فعودته اليوم لرئاسة الحزب لا يمكن أن نفصلها بأي شكل من الأشكال عن رغبته في أن يلعب دور المعارض الشرس لحكومة التجمع الوطني للأحرار.

ولكن هل فعلا يحتاج المغاربة لبن كيران ليتحدث باسمهم؟ ألم يكن هو السبب الرئيس في كل المساوئ التي يعيشها المغرب والمغاربة اليوم؟ أليس هو سبب النكوص؟ ألا يتحمل المسؤولية في التراجعات الخطيرة التي يعرفها المغرب على المستوى الحقوقي؟

لنترك الجواب للسنوات القادمة..



شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.