مغربنا 1 جريدة إلكترونية مغربية


رمال غزة تُفشِل و تبتلع مخططاً أميركياً جديداً

مغربنا1-maghribona1 

الضربة الإستيراتيجية التي حققتها المقاومة الفلسطينية في فجر يوم السابع من تشرين الأول الماضي لها من الدروس و العِبر الحيّز الكبير في مواقع الدراسات الإستيراتيجية المختلفة ، و لكننا هنا يمكن أن نؤشر على نقطة هامة قد سجّلتها المقاومة ضد مشروع أميركي جديد كانت الإدارة الأميركية بصدد المضي به لبناء ما يسمى بشرق أوسط جديد يكون فيه للكيان الصهيوني قطب الرحى و اليد الطولى إقتصادياً و سياسياً .
يُذكر أن العراق قد شهد تموضعاً جديداً لقوات الإحتلال الأميركي و الذي جاء بعد تحرك صيني إقتصادي نحو سوريا عبر توقيع البلدين لمعاهدة التعاون الإستيراتيجي في نهاية شهر أيلول الماضي.
التحرك الأميركي العسكري و المُشرْعن من قِبل أطراف حكومية على علاقة وثيقة بالأميركان هو لمحاصرة التواجد الإقتصادي الصيني في المنطقة .
إضافة إلى هذه الورقة الأميركية عبر وجود قواتها المحتلة في العراق و سوريا ، عملت الإدارة الأميركية على تسريع الخطى نحو إعلان التطبيع السعودي مع الكيان الصهيوني و الذي كان من شأنه تجيير دول الخليج و ثرواتها نحو إنعاش إقتصاديات الكيان الصهيوني عبر مشروع بايدن الذي طرحه لربط الهند بأوروبا عبر الأراضي الفلسطينية المحتلة.
حدوث الضربة الإستباقية للمقاومة الفلسطينية و عمليتها الكبرى ضد مواقع إستخبارية و عسكرية صهيونية أسقطت مشروعاً أميركياً يهدف لمسح القضية الفلسطينية و مصادرة المسجد الأقصى و دفن حقوق الشعب الفلسطيني في طي النسيان عبر تهجيرهم إلى ثلاث مناطق مفترضة في دول متعددة.
الأميركي الذي لازال يبحث عن مخرج له من الوحل الأوكراني جراء خسائره من حرب استنزاف صنعها للإيقاع بالروسي ، سقط الأميركي بل أسقط نفسه و جيشه و إدارته السياسية بالمطلق في رمال غزة التي لا يعرف كيف يخرج منها.
محاولة الأميركي الذي يسابق الزمن لإسعاف قاعدته العسكرية المبنية على أرض فلسطين المحتلة عبر إرساله للمئات من الرحلات الجوية المحملة بالسلاح و العتاد لجيش الاحتلال، كما هو حال سعي دول عربية كمصر و الأردن و السعودية في التصدي للحصار الذي تفرضه القوات المسلحة اليمنية ضد السفن التجارية المتجهة نحو الأراضي المحتلة في فلسطين ، كل ذلك هو لإنقاذ مشروع أميركي تكون فيه يد الكيان الصهيوني هي المتحكمة بخيوطه بعد أن نجحت مساعي إدارات أميركا في أسر قرارات الدول العربية عبر قياداتها الموظفة لديها نحو تثبيت حال وجود لكيان غاصب على الأراضي الفلسطينية.
بعد خمس و ثمانون يوماً على ضربة المقاومة الإسلامية الموفقة لمؤسسات الاحتلال الأمنية فإنه يمكن إستراتيجياً تلخيص ما يلي :
⁃ فشل مشروع أميركي لبناء ”شرق أوسط” ذي طابع إقتصادي و أمني و سياسي يحاول شرعنة الكيان الصهيوني كواقع حال بمساعدة أنظمة عربية و خليجية .
⁃ إفشال محاولة أميركية لإستدراج الجمهورية الإسلامية الإيرانية و حزب الله لحرب كبرى في المنطقة، و هذا ما نقله وفد رسمي إيراني رفيع المستوى لأحد أهم الشخصيات السياسية في المنطقة، مما لجأ فيه الأميركي و الصهيوني إلى محاولتهما تسجيل نقاط هنا أو هناك على الجمهورية و الحزب.
⁃ تمكّن محور المقاومة في المنطقة على إدارة حرب إستنزاف دامية ضد الأميركي و الصهيوني ، و أنه لن يخضع لأي مشروع إقليمي برعاية دولية لشرعنة هذا الكيان السرطاني في المنطقة.
⁃ بروز اليمن كقوة إقليمية فاعلة تتساقط أمامها كافة المؤامرات بعد إدراك دول غربية لنتائج الهزيمة المؤكدة في حال إعلانها الحرب ضد اليمن ، كما أنه تم تثبيت معادلة ردع دولية يقودها رجال حركة أنصار الله .
⁃ محور المقاومة في لبنان و اليمن و العراق هو المتصدي الفاعل و الممثل الحقيقي لشعوب المنطقة، حيث سقطت محاولات شيطنة هذا المحور عبر وقوفه بكل صلابة إلى جانب المقاومة الفلسطينية .
⁃ لجوء جيش الاحتلال الأميركي إلى أسلوبه في شنّه لغارات غادرة على مواقع للحشد الشعبي أو للمقاومة في العراق و سوريا هو تعبير عن إفلاس هذا المحتل ، و من المؤكد هو إضطراد متدرّج في عمليات المقاومة ضد أي موقع عسكري أميركي أو صهيوني تطاله صواريخها بُغية تقليم أظافر هذا الوجود اللاشرعي في المنطقة.
⁃ كشفت عمليات المحتل الأميركي عن الماهية الحقيقية لوجوده في المنطقة ، و لا يفيد الآن لأي طرف حكومي أو سواه من محاولة تلميعه أو التغطية عليه بحجج واهية.
⁃ الأميركي يعيش في مأزق سياسي خانق بعد أن أطلق لآلة الحرب الصهيونية اليد لإرتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني ، حيث أن كلا الأميركي و الصهيوني يعيشان حالة استنزاف كبرى في المنطقة ، و وضعهما لا يسمح لهما بفرض أجنداتهما على أحد إلا على بعض الدوائر الرسمية السياسية هنا أو هناك من أجل تسجيل النقاط الإعلامية أو لسحب تفويض رسمي محلي أو إقليمي للقتل تحت تهمة الإرهاب.

و أخيراً…فلا بد لنا من الوقوف عند محاولة مصرية-أردنية لإدخال العراق في مشروع النقل البري الذي يمتد من دولة الإمارات مروراً بالسعودية و الذي ينتهي بالأردن و مصر ، حيث أن موقف العراق الرسمي يشوبه الشبهات بعد موافقة وزارة النقل للإنضمام إليه حيث لا تُعرف آلية واضحة لدور العراق في هذا الخط المشبوه و الذي يحاول إسعاف الكيان الصهيوني بعد محاصرة رجال أنصار الله و خنقهم لحركة السفن المتجهة للكيان الغاصب ، و هنا لا بد للشرفاء من عدم زج العراق أو تجيير مواقفه لصالح منظومة عمل أميركية تحاول الإلتفاف على انتصار محور المقاومة في تضييق الخناق على الكيان الصهيوني و من يدعمه من قوى دولية أو من بلاد عربية تسير ضمن القطار الأميركي .



شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.