مغربنا 1 جريدة إلكترونية مغربية


“يونس الراتي” يكتب:نقطة نظام حول الأساتذة و الأقسام

بقلم:يونس الراتي
بعد نضال تعليمي دام أكثر من ثلاثة أشهر قادته ثلاث تنسيقيات للأساتذة ،الأولى تسمى التنسيق الوطني تضم ما يقارب 22 فئة ، و نقابة واحدة انسحبت مؤخرا لتلتحق بالنقابات الأخرى الموقعة مع الحكومة على اتفاقات التسوية، و الثانية تسمى التنسيقية الموحدة تضم في غالبيتها أساتذة الإعدادي و الابتدائي لها من الامكانيات التنظيمية و اللوجستية المهمة ، و الثالثة هي تنسيقية أساتذة الثانوي التأهيلي تضم حصرا هذه الفئة ، و هي مستقلة من حيث الانتماء و القرار .
يذكر أنه تحقق من خلال هذه الحركة النضالية جزء يسير من المطالب ،كالزيادة في الأجور و مراجعة المرسوم بمثابة النظام الأساسي الخاص بموظفي وزارة التربية الوطنية .
و المكسب الأهم و الأقوى من حيث القيمة المعنوية هو ربح التحام و تضامن الأساتذة فيما بينهم ، بغض النظر عن كل السجالات التي واكبت و لا تزال تثار بين الأساتذة.
يظهر أن هذه المكاسب ذات الطابع المادي لا تستجيب لمتطلبات الأساتذة بالرجوع إلى الارتفاع الصاروخي للأسعار، و المسؤولية هنا تتحملها حكومة أخنوش، و فعلا إن النظام الأساسي لم يراجع بالشكل المطلوب و أن الملفات الفئوية لم تحل بشكل جدري . و هنا لابد من تحميل المسؤولية الكبيرة في هذا الباب لحكومة بنكيران بسبب سحقه المقصود للفئة أقل من المتوسطة التي ينتمي إليها الأساتذة .
فالبرغم من كل هذا لابد من الواقعية و الموضوعية في التعامل مع ما تبقى من السنة الدراسية لأسباب عديدة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :
-أن فئة من الأساتذة بدأت ترجع للأقسام بقرارات منفردة ،الأمر الذي سيجعل التنسيقيات تفقد الالتحام الشبه تام .
-إن الدولة تعمل على عزل التنسيقيات في جهة باستدراج النقابة التي كانت مركز ثقل إحدى التنسيقيات الثلاث، و باستدعاء نقابتين للتشاور رغم أن لا تمثيلية لهما .
-إن السنة الدراسية قاربت على الانصرام و الضائع الأكبر هو التلميذ ؛خاصة تلامذة الباكالوريا، و لا أحد غير الأستاذ يفكر في التلميذ .
أعتقد أن كل هذه الدوافع الموضوعية تجعل الأساتذة سيفكرون في إدارة المعركة النضالية بسياسة ،وذلك بأخذ قسط من الراحة و معانقة التلاميذ بداية الأسبوع المقبل ،و التفكير بهدوء كيف يمكن انتزاع مكاسب أخرى سواء فيما يتعلق بمزيد من الزيادة في الأجور أو فيما يتعلق بإتمام و تغيير النظام الأساسي بما يخدم المدرسة المغربية العمومية، و نقول إن مسار النضال طويل،و لن ينته هذا الموسم ،و لهذا وجب الحفاظ على الطاقة لمسايرة هذا المسير بالعودة إلى الأقسام.
و ما أتمناه شخصيا أن يتم استدراك السنة الدراسية عبر تكثيف الدعم من طرف الأساتذة ، و في المقابل وجب لزوما على الحكومة الوفاء بالتزاماتها الموقعة في المحضرين مع النقابات، و العمل على إرجاع الاقتطاعات بسبب الإضراب لجبر قليل من ضرر الأساتذة و استرجاع الثقة المفقودة بين الأساتذة و الحكومة.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.